د. مي السيد تكتب: عندما تُصنع التنمية من الإنسان ولأجله

د. مي السيد تكتب: عندما تُصنع التنمية من الإنسان ولأجله

 

في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية في بناء الإنسان وتنمية وعيه، جاءت مبادرة “كُن سفيرًا” — المبادرة القومية اللي أطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي من خلال المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة  لتقدم لنا  رحلة فريدة ومُلهمة جمعت بين العلم، الممارسة، والانتماء الوطني  تُعد المبادرة واحدة من أهم البرامج التدريبية  الهادفة إلى إعداد جيل واعٍ بفكر

التنمية المستدامة قادر على المساهمة الفعالة فى  تحقيق رؤية مصر 2030  .

على مدار عدة أشهر من الدراسة والاطلاع على أكثر من ٣٤ موضوعًا، وحضور العديد من المحاضرات المتخصصة التي تناولت أهداف التنمية المستدامة والحوكمة بكل تفاصيلها

كان لي شرف  المشاركة أنا وزملائي في الأسبوع الخامس من الدفعة الخامسة من المبادرة، والذي ضمّ نخبة متنوعة  من العاملين بالحكومة وهيئه قضايا الدوله والقطاع الخاص وأعضاء هيئة التدريس.

من أكثر ما ميّز التجربة بالنسبة لي، كان اللقاء الملهم مع الدكتورة إيمان ربيع، مدربتنا الرائعة، التي بدأت حديثها معنا بسؤال عميق:

“هل وجدت السعادة؟ وهل أوجدتها لغيرك؟”

سؤال بسيط في كلماته، لكنه كان مفتاحًا لتأملات كثيرة حول الذات والهدف والرسالة.

تعلمنا من خلال البرنامج كيف نربط بين الرؤية الوطنية الطموحة “رؤية مصر 2030” وبين واقعنا اليومي، ودورنا كشباب في صناعة التغيير الإيجابي.

لم تكن التجربة مجرد محاضرات نظرية، بل كانت رحلة لاكتشاف الذات وبناء المهارات، وتعلّمنا فيها كيف هذّب ردود أفعالنا ، ونتقبل سلوكيات الآخرين باختلاف ردود أفعالهم.

وتعلّمنا أن المدرب الناجح هو من يكون مستعدًا دائمًا لكل المواقف، وأن يمتلك في حقيبته التدريبية أكثر من فكرة وطريقة، لأن الإبداع الحقيقي هو في المرونة والتخطيط المسبق لأي مفاجأة.

البرنامج لم يقتصر على الجلسات النظرية، بل تضمن جولة ميدانية ملهمة في مؤسسة سيكم للتنمية بمحافظة الشرقية — نموذج حي للتنمية المستدامة يجمع بين الصناعة والزراعة والتعليم والصحة في منظومة متكاملة تهدف إلى بناء الإنسان والبيئة معًا.

وفي ختام الأسبوع، قدّمت كل مجموعه  عرضًا جماعيًا حول هدف من أهداف التنمية المستدامة ليكون تتويجًا لرحلة غنية بالمعرفة والتعاون والعمل الجماعي.

بالنسبة لي، كانت تجربة “كُن سفيرًا” أكثر من مجرد تدريب؛

كانت رحلة وعي وتقدير للجهود الوطنية اللي بتركّز على تمكين الشباب وبناء الإنسان المصري كأصل التنمية الحقيقي.

هذه التجربة أكدت لي أن الاستثمار الحقيقي هو في بناء الإنسان الواعي

ومن هنا يجب أن ندرك أن دعم الدولة لمبادرات كهذه هو خطوة راسخة نحو مستقبل أكثر استدامة

“حيث تتكامل عناصر العلم والوعي والمسؤولية” في تحقيق رؤية مصر 2030.

شكرًا من القلب لكل من ساهم في هذه المبادرة الوطنية الراقية التي تؤمن بأن التغيير يبدأ من الإنسان ولأجل الإنسان.

 

باحث دكتوراه بكلية الدراسات العليا والعلوم المتقدمة – جامعة بني سويف

الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات – مطار القاهرة

Share this content:

إرسال التعليق